14 منطقة.. في كل منها حكاية وعبرة

14 منطقة.. في كل منها حكاية وعبرة

14 منطقة.. في كل منها حكاية وعبرة

14 منطقة.. في كل منها حكاية وعبرة







[size=16]


تسلم الإمام الحسين (ع) خطاب مسلم بن عقيل وتقريره عن الاوضاع
والظروف السياسية واتجاه الرأي العام، فقرر التوجه من مكة إلى الكوفة ليبدأ
من هناك إدارة الاحداث وتوجيه الحركة وممارسة مهام الامامة والقيادة.
عزم عليه السلام على الرحيل فجمع نساءه وأطفاله وأبناءه وأخوته وأبناء أخيه
وأبناء عمومته، وشد رحاله وقرر الخروج من مكة، فانتشر نبأ الرحيل واتجهت
القلوب نحوه تتشبث به وتناشده العدول، بيد أنه اعتذر عن كل رأي يطالبه
بالهدنة ورفض كل مسعى يحثه على القعود وعدم المواجهة، فقد كانت لديه رؤية
عقائدية وسياسية واضحة، وبصيرة بمجرى الاحداث وقوانين الصراع والاختبار
التاريخي، إذ أحس أن خطرا داهما يهدد الإسلام وأن قعوده وسكوته لا يعني
السلامة للدين.
وخاطب الحسين عبدالله بن جعفر بقوله: «إنِّي رأيتُ رؤيا، رأيت فيها رسول
الله، واُمِرْتُ فيها بأمر أنا ماض له، عليَّ كان أو لي، فقال: فما تلك
الرّؤيا؟ قال: ما حدّثتُ أحداً بها، وما أنا محدِّثٌ بها حتّى أَلقى
ربِّي».
انطلق الحسين من مكة يوم التروية (الثامن من ذي الحجّة 60 هـ) متوجِّهاً
إلى العراق بعد أن كتبَ إليه مسلم بن عقيل وطلبَ منه القدوم. انطلق الموكب
يغذُّ السّيرَ، ويقطعُ الفيافي والقفارَ، باحِثاً عن الشهادة، مُستهدِفاً
أرض العراق، ينتقلُ من ماء إلى ماء عبرَ صحراء الجـزيرة، فمر على أماكن
مهمة لما بها من احداث، حيث مر عليه السلام في الأماكن التالية:

التنعيـم
وهو وادي بين سرف ومكة على بعد 13 كم عنها ويبعد عن المسجد الحرام الآن نحو
6 كم وهو أقرب حدود الحرم إلى مكة، وفيه شجر معروف وربما سمي به، وفيه
مساجد وسقايا على طريق المدينة ومنه يحرم المكيون لمن أراد العمرة، وفي
التنعيم لقي الإمام (ع) جمالا تحمل هدايا أرسلها والي يزيد على اليمن بحير
بن يسار الحميري فأخذها.

الصـفاح
جمع صفحة وهو أرض من خارج مكة على محجة العراق بين وادي حنين نخل الشرائع
حاليا، يبعد نحو 28 كم عن المسجد الحرام، وهنا لقي الشاعر الفرزدق الإمام
الحسين وقال له لما سأله عن خبر الناس خلفه: قلوبهم معك وسيوفهم مع بني
أمية.


وادي العـقيـق
يقع غربي المدينة المنورة، وفي ذات عرق على بعد 100 كم من مكة التقى الإمام
بعون ومحمد ابني عبدالله بن جعفر بن أبي طالب يحملان رسالة أبيهم التي
يطلب فيها من الإمام الرجوع إلى مكة.

الحاجر
وهو واد معروف في طريق مكة كان منزلاً لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة وفيه
يجتمع أهل الكوفة والبصرة، وفي هذا المكان بعث الإمام كتاباً إلى أهل
الكوفة مع سفيره قيس ابن مسهر الصيداوي جوابا على كتاب مسلم بن عقيل يخبره
بقدومه.

الخُـزيَمية
تقع بعد زرود للذاهب من الكوفة إلى مكة وهي احد منازل الحج وسميت نسبة إلى
خزيمة بن خازم التميمي، وفيها أقام الإمام يوما وليلة ليستريح من جهد
الطريق وعناء السفر وفيها خفت إليه الحوراء زينب (ع) وهي تقول بنبرات
مشفوعة بالأسى والبكاء: إني سمعت هاتفا يقول: ألا يا عين فاحتفلي بجهدي فمن
يبكي على الشهداء بعدي.


زَرود
وهي أرض منبسطة رمالها حمراء غير متماسكة، وسميت بذلك لأنها تزدرد (تبتلع)
المياه التي تمطرها السحائب، وفيها أقام الإمام بعض الوقت ونزل قرب زهير بن
القين البجلي وفيها أخبر بمقتل مسلم بن عقيل وهانئ ابن عروة وقيل علم بذلك
في الثعلبية قرب زرود وتبعد عنها 59 كم.

زبالة
هي قرية عامرة فيها أسواق منها سوق زبالة المعروف في الجاهلية، وحصن وجامع
لبني أسد، وسميت بذلك لزبلها الماء أي بضبطها له وأخذها منه، وفيها وافى
الإمام نبأ مقتل رسوله وأخيه بالرضاعة عبد الله بن يقطر الحميري.

بطـن العـقبـة
وهو منزل في طريق مكة فيه ماء لبني عكرمة بن بني وائل، وفيها قال الإمام
لأصحابه: «ما أراني إلا مقتولا فإني رأيت في المنام كلابا تنهشني..».

شـراف
موضع أسفل الكوفة سمي باسم رجل يقال له شراف استخرج عينا فيها، وفيها أمر
الحسين غلمانه وفتيانه بالتزود من الماء والإكثار منه ولما انتصف النهار
جاءتهم خيل أهل الكوفة وعلى رأسهم الحر بن يزيد الرياحي، مبعوثا من قبل
الحصين بن نمير لحبس الإمام عن الرجوع إلى المدينة وفي هذا المكان دارت
المحاورة المعروفة بين الإمام والحر وفيها ألقى خطبته الأولى والثانية على
الجيش الأموي وصلى صلاة الظهر بجماعته واقتدى الحر وأصحابه بالإمام.


ذو حسـمي
في هذا الموضع ضرب الحسين خيامه ليلوذ رحله بالهضاب ويؤمن خطة للدفاع، فلما
سأل (ع) أصحابه عن ملجأ يلجؤون إليه قالوا له: هذا ذو حسمي على يسارك.


البيضـة
هي أرض واسعة وصلها الحسين عندما سلك طريقا آخر غير الطريق الذي سلكه إذ
تياسر عن طريق العذيب والقادسية، وفيها خطب في أصحاب الحر خطبته الثالثة
التي مطلعها: «من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا عهده..».


عـذيب الهـجانـات
اسم لأحد المنازل قرب الكوفة مرّ به سيد الشهداء، وسّمي بالعذيب لما كان
فيه من الماء العذب، وفي هذا المنزل لقي الحسين أربعة رجال قادمين من
الكوفة وفيهم نافع بن هلال، وبعد أن كلمهم انضمّوا إليه وقاتلوا معه.


قصر مقاتل
وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان ابن ثعلبة، وفي آخر الليل أمر الحسين فتيانه
بالاستسقاء والرحيل من قصر مقاتل إلى قرى الطف.

كربلاء
هو ذلك المكان الموعود من صعيد كربلاء الطيب الذي نزله الإمام الحسين (ع)
ليبقى فيه إلى الأبد، حيث وقعت أعظم ماسأة اتسمت بقسوة القلوب وخيانة
العهود والغدر، وسجل التاريخ فيها حادثة لها أعظم وأبلغ الأثر في النفوس،
ألا وهي نهضة الإمام الحسين (ع) وقيامه بالدفاع عن الحق والذود عن الكرامة
حيث البطولة والتضحية والفداء والإيثار