هل الحب عاطفة أم علم؟

من طرف akeeel الأحد مايو 29, 2011 8:17 pm

هل الحب عاطفة أم
علم؟

هل
الحب عاطفة أم علم؟ قد يبدو السؤال غريبا للبعض نظرا لاعتقادهم بأن الحب عاطفة لا
تمت للعقلانية والمنطق بصلة. لكن العلماء البرازيليين يقولون انه طالما أن الدماغ
هو الذي يبث موجات مغناطيسية تعم الجسد بأسره وعلى الأخص فيما يتعلق بحسابات نبضات
القلب وعمل الحواس فان الحب يمكن أن يكون علما خاصا قائما بحد ذاته. إذن كيف يدرك
الدماغ التغير الكيماوي الذي يحدثه الحب (والحديث هنا هو عن الحب بين الرجل والمرأة
تحديدا)؟ مالذي يحدث لجسم الانسان عند أول لقاء بين رجل وامرأة استلطف أحدهما
الآخر؟ ماهي طبيعة الجرس الذي يدق ليعلن وصول الحب؟ كلها أسئلة حاولت ندوة عقدت في
مدينة ساو باولو البرازيلية مؤخرا تحت عنوان "هل الحب عاطفة أم علم" تسليط الضوء
عليها.

الخطوات العلمية للحب

قال خبراء علم الاجتماع البرايليون الذين شاركوا
في الندوة التي حضرت سيدتي الجوانب الهامة منها انه على الرغم من أن الدراسات لم
تؤكد بشكل قاطع بعد بأن الحب هو علم فان الطب العصبي الحديث يقول بأن الكيمياء
الناجمة عن الافرازات الدماغية بين المرأة والرجل يمكن أن تكون مثيرة للانتباه
وينبغي على العلماء المختصين بالشؤون العصبية والدماغية اجراء المزيد من الدراسات
حول آلية عمل الدماغ عندما يقع الانسان تحت تأثير حب الجنس
الآخر.

وأضاف
الخبراء في المحاضرات التي ألقوها في الندوة بأن مايشعر به الانسان نتيجة الكيمياء
المفرزة من الدماغ يمرفي مراحل عدة قبل أن يتحول الى مرحلة الحب بمعناه المعروف لدى
الناس. وتكون هذه المراحل عبارة عن تطورات كأي تطورات علمية في مجال ما. وبمعنى أدق
فان خطوات تشكل الحب يمكن أن تكون مشابهة تماما للمراحل التي تمر بها ثمرة نباتية
ما. زهرة في البداية ومن ثم برعم ثم ثمرة غير ناضجة خضراء اللون ومن ثم النضوج
الكامل.

وأوضح
المتحدثون بأن الحب يبدأ كزهرة أيضا ثم الى ثمرة غير ناضجة وأخيرا تصبح ثمرة ناضجة
لها طعمها الخاص والمتميز. والتفسير لتطورات الحب يمكن أن يكون علمي بحت. ففي
البداية يكون الحب على شكل استلطاف ثم يتحول الى عشق وأخيرا الى الحب الذي يتوج
الخطوات السابقة بنضوج أشبه بنضوج ثمرة ما. وأشار الخبراء البرازيليون انه في كل
مرحلة من هذه المراحل فان آلية عمل الدماغ تكون مختلفة. وكلما اقترب الحب من النضوج
تزداد افرازات الدماغ المغناطيسية التي تساهم في نضوج الحب. وهي عملية علمية كتطور
الثمرة التي تحتاج لتربة خاصة وسقاية منتظمة ومن ثم قطف على طريقة
...

أن يكون علمي
بحت. ففي البداية يكون الحب على شكل استلطاف ثم يتحول الى عشق وأخيرا الى الحب الذي
يتوج الخطوات السابقة بنضوج أشبه بنضوج ثمرة ما. وأشار الخبراء البرازيليون انه في
كل مرحلة من هذه المراحل فان آلية عمل الدماغ تكون مختلفة. وكلما اقترب الحب من
النضوج تزداد افرازات الدماغ المغناطيسية التي تساهم في نضوج الحب. وهي عملية علمية
كتطور الثمرة التي تحتاج لتربة خاصة وسقاية منتظمة ومن ثم قطف على طريقة خاصة لكي
لاتموت الشجرة الأساسية الحاملة للثمرة.

الحب هو أعلى
المراحل
قالت الدكتورة ميلينا غوفيا /43 عاما/ المختصة بالعلوم
العصبية عند الانسان انه من الخطأ القول بأن العشق هو أقوى وأعلى مرتبة من الحب
ومايقال في هذا الشأن ماهو الا من الأخطاء الشائعة. العشق هو كالثمرة غير الناضجة
التي تكون معرضة للسقوط قبل النضوج وذلك طبقا للمتطلبات العلمية والعملية التي
تحتاجها الثمرة من أجل النضوج. وفي حالة العشق ايضا يمكن أن تسقط الهالة التي تعطى
له حتى من تأثير ابسط الأخطاء.

وأضافت ميلينا بأن الولع أعلى بدرجة واحدة من العشق ويكون عمل
الدماغ خلال مرحلة الولع (ولع الرجل بالمرأة أو العكس) هو افرازات أو اشارات دماغية
شديدة ولكنها متقطعة. وهذه الحقيقة يمكن أن تتسبب في انتهاء الولع من فاصل انقطاعي
شديد. أما خلال مرحلة الحب فان افرازات الدماغ تكون منتظمة وغير قابلة للانقطاع
المفاجىء ولذلك يقال بأن الحب يعطي الأمان، والتفسير العلمي لذلك هو انتظام
الاشارات الدماغية لحواس الجسم.

الحب هو الذي يتحول الى عشق وولع دائمين وليس
العكس
وأكدت
الدكتورة ميلينا في محاضرتها بأن مقولة ان العشق أو الولع يؤدي الى الحب هي من
الأخطاء الشائعة أيضا لأن الحب هو الذي يولد عشقا وولعا أبديا بين الرجل والمرأة.
وقالت أيضا بأن هناك مرحلة انتقالية بين العشق والولع تسمى الجاذبية المتبادلة،
ولكنها وبكل تأكيد زائلة بسرعة بعد بضع لقاءات فقط على اساس من الجاذبية بين الرجل
والمرأة. ولايخفى على أحد بأن المقصود بالجاذبية هنا هي الجاذبية الجنسية. وفي هذه
المرحلة يطلق الدماغ اشارات مكثفة جدا تخف وتزول بعد ممارسات حميمية
قليلة.

الخارطة الدماغية للحب
وقالت ميلينا بأن هناك خارطة للحب يرسمها الدماغ
وقد أثبت علم الأعصاب الدماغية الحديثة صحتها. في حالة الحب هناك مناطق دماغية
يزداد نشاطها ومناطق أخرى يخف نشاطها. ...
علم الأعصاب الدماغية الحديثة صحتها. في حالة
الحب هناك مناطق دماغية يزداد نشاطها ومناطق أخرى يخف نشاطها. وأبرز المناطق التي
يزداد نشاطها هو النصف اليميني من الدماغ بحيث يزداد تدفق الدم اليها بشكل أكثر من
المعتاد وهذا التدفق يولد موجات مغناطيسية تنتقل الى الحواس، كالبصر والشم والذوق
والسمع. فالمحب يزداد بصره بريقا ويزداد نشاط الشم لديه بحيث ان الشخص المحب يحس
برائحة الحبيب أو الحبيبة من على مسافة أطول من المعتاد كما أن السمع ينشط ويحول
صدى صوت المحبين الى أنغام موسيقية. ولهذا يقال بأن المحب يجد صوت الحبيب أو
الحبيبة أجمل صوت على الاطلاق.