[size=24]ظاهرة الوشم في العراق[/size]

من طرف akeeel الجمعة يناير 01, 2010 7:37 am

الوشم :- هو ثقوب تحدث في الجلد يضاف إليها بعد حصول النزف مواد وأصباغ تكسبه ألواناً ثابتة تدوم لفترات طويلة، أما عن كيفية إحداث الوشم فيجب عليك اختيار الوشم الذي تريد من خلال رسوم معدة سلفاً على ورقٍ، يطرح أمامك نماذج تحمل عدة أشكال تختار منها ما يناسبك، أو بطلب رسم معين يلزم به الواشم، وبعد ذلك يقوم بطبع هذا النموذج على المكان الذي تختاره من جسدك شريطة الملائمة بين حجم الوشم و المساحة المخصصة له، ثم يأتي عمل الإبرة المتصلة بقلم دوار فتسمع أزيزها عند إدخالها في الجلد حيث تقوم هذه الإبرة بإدخال الصبغة في الطبقة السفلية للجلد بدقة لتحصل في النهاية على الوشم الذي طلبته في المساحة المخصصة من جسدك، وغالباً ما يكون هؤلاء الواشمين متقنين لعملهم ويعرفون كيف يؤدون عملهم بإتقان لكن المشكلة تبقى في الأدوات التي يتم استخدامها، فبرغم تعقيم الإبرة إلا أن ذلك لا يمنع من التسبب بنقل أمراض عدة كالإيدز وما إلى ذلك ..!! هنا يبقى السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الوشم وما الفائدة منه؟.
البعض يرى أن الوشم هو الحصول على جسم أجمل أو صورة أبهى للذراع أو الجسد، أو للفت الانتباه إلى مكان وجود الوشم وإبراز القوة والصلابة وعادة ما يكون الشباب هم أصحاب هذه الممارسات. حيث إن الوشم يعبر عن قوة الشخصية وخصوصاً إذا حمل معاني ودلالات مرعبة كصور الجماجم والأفاعي وغيرها " بحسب الرغبة " وبعضهم يعتبرها تخليداً لذكرى معينة تحمل في أنفسهم أثرا ًكحب جارف أو ثأر دفين أو عرفان بجميل لشخص ما، وذلك بتحميل بعض الرسوم أو كتابات معينة أو الاكتفاء بالكتابة بوشم يحمل صورة تعبر عن هذه الحالة، فيما كان البعض ممن يقفون أمام هذا المشهد يعارضون هذه الآراء ويعتبرونها نوعا من الاختلال النفسي وتقليدا لنجوم الأغنية الصاخبة أمثال مغنيين (البوب) و(الرووك) و(المهووسون) و(المشعوذون) وغيرهم ممن تظهرهم شاشاتنا بصورة أبطال ونجوم...! ، فيأتي هنا التقليد لتلك الأمثلة دون التفكير في معاني ما يحملون على أجسادهم، والبعض يعتبرها تغيرات تطرأ على شخصية الموشوم مما يقدم على هذا النوع للتعبير عن سخطه وتميزه في المجتمع. " أصل التسمية " أما إذا عدنا إلى جذور هذه الظاهرة نجد أن الوشم قد عرف منذ القدم حيث استخدمته الشعوب القديمة لعدة أغراض، فقد ارتبط الوشم بالديانات الوثنية التي انتشرت شرقاً وغرباً كحامل لرموزها الدينية وأشكال آلهتها، كما استخدم كتعويذة ضد الموت وضد العين الشريرة وللحماية من السحر... !! كما عرفته العقائد البدائية كقربان لفداء النفس أمام الآلهة..! واستخدمه العرب كوسيلة للزينة وللتجميل ورمز للتميز في الانتماء إلى القبيلة، بينما استخدمه المصريون القدماء كعلاج ظناً منهم أنه يمنع الحسد.

"ولع بعض الشباب بالوشم"

البعض من الشباب العراقي مولع إلى درجة كبيرة بظاهرة الوشم على الجسم، فبينما يكمن طموح البعض إلى ضياع عيوب ما خلفته الحوادث في جسمه بطريقة الوشم، ذهب آخرون إلى جعله نمطا ً يظهر من خلاله وده وحبه لمن يعشقه .. فيكتب معظمهم اسما معينا بذاته وآخرون يعبرون عن تعاستهم وسخطهم لظرف موضوعي أو لشاهدة معينة. واخرون يرسمونه كدليل على الشخص اذا ما قتل وتشوهت جثته بانفجار او غيره. أما عن إقبال الشباب العراقي على هذه الظاهرة فيصفها صاحب إحدى عيادات الوشم بالـ " الواسعة " حيث يشير إلى تجاوز وصول عدد المراجعين العشرون مراجعا ً يوميا ً في ضل الأسعار الباهضة لهذه العمليات التى تصل أحيانا إلى 500$ للعملية الواحدة !! .

" للطب رأي "

يحذر الطب الحديث من عملية الوشم لما له من آثار تنحصر نتائجها بإمكانية الإصابة بسرطان الجلد والصدفية والحساسية التي تحصل في الجلد في بعض الحالات والالتهاب الحاد بسبب التسمم وخاصة عند استخدام صباغ صنع لأغراض أخرى كالطلاء للسيارات أو حبر للكتابة، وسوء التعقيم الذي يؤدي إلى انتقال العدوى بأمراض الالتهاب الكبدي وفيروس الإيدز والزهري، وقد تصل إلى التأثير في الحالة النفسية للموشوم فتؤدي إلى تغيرات سلوكية في شخصيته. بينما يحذر الطب الحديث من هذه الظاهرة تتذبذب آراء المجتمع حولها بين الرفض والقبول.
لكن سرعان ما تحاول الدوائر الحكومية إن تشهر سيفها بوجه " الوشم " على الجسم معتبرة الحالة "بالفوضوية" وإحدى بقايا الآثار التي خلفتها السجون بالعراق . ففي وقت سابق شكلت وزارتا الدفاع والداخلية لجان لاجتثاث مثل هذه الظواهر من بين صفوف منتسبيها، حيث وصل الأمر إلى فرض عقوبات صارمة بحق من يمتلك "وشم" ولو بمقدار صغير على جزء من جسمه تصل أحيانا إلى طرده والاستغناء عن خدماته في إحدى هذين الدائرتين .

تحياتي